يسر الإسلام فى الصلاة و قصر الصلاة في السفر - الموسوعة العربية للمعرفة

مقالات تشمل كافة مجالات الحياة لنشر الوعي و المعرفة

اخر الأخبار

الاثنين، 10 ديسمبر 2018

يسر الإسلام فى الصلاة و قصر الصلاة في السفر


يسر الإسلام فى الصلاة و قصر الصلاة في السفر




لقد كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين في جانب الصلاة واضحة جَلِيَّة ظهرت في مواقف عديدة في حياته، وقد جمعنا بين القرآن والصلاة في مبحث واحد لشدة ارتباطهما، كما أن الصلاة قد يُعَبَّر عنها بالقرآن
الصلاة في الإسلام الصّلاةُ وجمعُها صلوات مصدرٌ من الجذرِ اللغويِّ صلا وتعني الدّعاءُ
 وهي ثاني أركانِ الإسلامِ بعدَ الشّهادتين، يقولُ تعالى : (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً)
 وقد شرعَ اللهُ -عزّ وجلّ- الصّلاة مع بيان كيفيّتها عن طريقِ أحاديثِ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وثبتَ أنّ لكل صلاةٍ عددٌ مُعيّنٌ من الرّكعاتِ، ولأنّ الإسلام دينُ تيسيرٍ لا تعسير وهذه أسمى مقاصدهِ، فقد شُرِعَ للمسافر قصرُ الصّلاةِ بحيث تصير ركعاتها أقلّ عدداً تخفيفاً لمشقّة السّفر عنهُ.
 معنى قصر الصّلاة وحكمه يَدلّ مفهومُ قصر الصّلاةِ على جعلِ الصّلاةِ الرباعيّةِ صلاةً ثنائيّةً، أي أنّ الصّلاةَ التي تتكوّن من أربعِ ركعاتٍ تُصلّى ركعتين فقط.
 يُعدّ قصرُ الصّلاةِ للمُسافرِ من السُّننِ المُؤكّدةِ عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- كما يرى ذلك الحنفيّةُ والمالكيّةُ، أما الشافعيّةُ والحنابلةُ فيَرَون جوازَ إتمامِ الصّلاةِ، وكان الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- يقصرُ في الصّلاة في جميع أسفاره ولم يثبت عنه -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه أتمّ الصّلاة في السّفر.
صلاة الجماعة واجبةٌ على كلّ مُسافرٍ كما المُقيم، فليس له أن يترك صلاة الجماعة حتّى يُصلّي قصراً، فإن كان من يَؤمُّ صلاة المُسافر رجل مُقيم فعلى المُسافر أن يُتِمّ صلاته دون قصر، أمّا إن كان هو إماماً فله أن يقصر فيُصلّي ركعتين وعلى النّاس أن يُتِمّوا أربعاً، لذا يجب أن يُخبر المُصلّين قبل تكبيرة الإحرام.
 ورد في السُنّة النبويّة عن عبد الله بن عمر أنّه قال: (صَحِبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكان لا يَزيدُ في السفَرِ على ركعتَينِ، وأبا بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ كذلك رضي اللهُ عنهم).
كيف يكون قصر الصّلاة في السّفر يُشار أنّ القصر يكونُ لكلّ من صلاة الظّهر والعصر والعشاء ولا يجوز القصر في صلاتَي الفجر والمغرب، ويكون ذلك بصلاةِ كلّ منها ركعتين فقط بدلاً من أربع ركعات.
 يُذكَر عن ابن القيم -رحمه الله- أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- كان إذا خرج من المدينة المنوّرة مُسافراً صلّى الصّلاة الرُباعيّة ركعتين حتّى يعود إلى دياره، ولم يثبت أنّه -عليه الصّلاة والسّلام- أتمّ الصّلاة وصلاها أربعاً.
 شروط القصر هناك شروط يجب توافرها حتّى يجوز القصر للمُسافر وهي:
 أن ينوي للسّفر: ويُشترَط ألا يكون سَفراً في معصية وهذا قول المالكيّة والشافعيّة والحنابلة، ويرى الحنفيّةُ البلوغَ شرطاً ليصحّ هذا. مسافة السّفر: يعني أن ينوي الشّخص السّفر وقطع المسافة المُقدّرة عند الفُقهاء. الخروج من محلّ الإقامة: يعني أن يُجاوزه ويخرج منه فتغيبُ عنه عمرانها . اشتراط نيّة القصر عند كلّ صلاة: ولكن عند المالكيّة لا تُشترط النيّة عند كلّ صلاة، وتكفي النيّة عند أول صلاةٍ في السّفر. جمع الصّلوات للمُسافر الجمعُ هو أن يُصلّي المُسافرُ صلاتين في وقت صلاةٍ واحدةٍ تقديماً؛ أي في وقت الأولى منهما، أو تأخيراً؛ ويكون في وقت الثّانيةِ منهما، ويكون ذلك لكلٍّ من صلاتَي الظّهر والعصر، وصلاتَي المغرب والعشاء، ولا تُجمَع صلاة الفجر مع أيّ صلاةٍ أُخرى.
حكم الجمع بين الصّلوات بالنّسبة للمُسافرِ جائزٌ عند الفقهاء إلا عند الحنفيّة، وقال بعدم الجواز أيضاً جماعةٌ من التّابعين، كالحسنِ البصريّ وابن سيرين.
 وهو جائزٌ عند الشافعيّةِ والحنابلةِ ولكنّهم اشترطوا لذلك أن يكون سفراً طويلاً، أمّا المالكيّة فيرون جواز الجمع في السّفر دون هذا الشّرط، ويجوز عندهم الجمعُ إن طالت مسافةُ السّفر أو قَصُرَت.
 يكون الجمع والقصر في صلاة الظّهر والعصر مثلاً؛ حيث تُصلّى صلاة الظّهر ركعتين ثم يُسلّم ويُصلّي ركعتين للعصر، ثم يُسلّم. وتُجزئ إقامة واحدة للصّلاتين ولكن يُندَب أن يكون لكلّ صلاةٍ منهما إقامةٌ مُنفصلةٌ، وتكون الصّلاتان مُتتاليتين؛ فلا يجوز ترك فاصلٍ طويل بينهما، وكذلك المغرب والعشاء؛ المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين.
 مسافة السّفر التي يجوز عندها القصر والجمع حتّى يجوز قصر الصّلوات في السّفر يجب أن تُقطَع المسافة التي تُجيز ذلك شرعاً، وتفاوت العلماء في آرائهم ضمن هذه المسألة، وقد ورد عن ابن تيمية -رحمه الله- أن حدّها هو ما سُمّي سفراً في عُرف النّاس بغض النّظر عن المَسافة المقطوعة، ويُذكر هنا أنّ بداية حساب المسافة يكون بعد مُجاوزة البلد الذي يسكن فيه المُسافر لا من بيته.
 يجوز القصر والجمع في الصّلاة للمُسافر طوال الطّريق وإن وصل البلدة المقصودة ونوى الإقامة فيها أربعة أيام فأقل فيجوز له ذلك أيضاً، فإن كان أكثر من ذلك أو له زوجةٌ في هذه البلدة فلا يقصر ولا يجمع، ويُذكر هنا قولٌ يُقدِّرُ مسافة السّفر بما يُقارب 81 كيلو متر، وهذا هو مذهب الشافعيّة.
أمّا المالكيّة فيرون أنّ مسافة القصر تُقدَّر بما يقارب 83 كيلومتر، وأمّا مذهب الحنفيّة ففيه أنّ مسافة القصر هي ما يُساوي مسيرة ثلاث ليالٍ، وظهر الخلاف في تقدير مسيرتها.
 دعاء السّفر للّسفر كما لكلّ أفعال المُسلم آدابٌ تُحيط به وتُنظّمه، وقد ورد عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- دعاء كان يقوله إذا ركب دابّته ناوياً السّفر، لذا فقوله من السُنّة، فكان يقول: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ) اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ في سفَرِنا هذا البرَّ والتَّقوى ومنِ العملِ ما ترضى اللَّهمَّ هوِّن علينا سفرَنا هذا اللَّهمَّ اطوِ لنا البعدَ اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأَهلِ والمالِ. وإذا رجعَ قالَهنَّ وزادَ فيهنَّ آيبونَ تائبونَ عابِدونَ لربِّنا حامِدونَ ...).
أحكام أخرى تخصّ المُسافر في السّفر مشقةٌ تقع على الإنسان، لذلك هناك بعض الأحكامِ الخاصّةِ التي تتغيّر فيه، كجواز قصر الصّلاة، وتكون بعض هذه الأحكام تخفيفاً لمشقّة السّفر على المُسافر، ومنها: سقوط وجوب صلاة الجمعة: فمن أبرز شروط وجوب صلاة الجمعة على المُسلم الإقامة، وبالسّفر يسقط تحقُّق الشّرط، وهذا مذهبُ قول جمهور الفقهاء.
 الإفطار في رمضان: إذا تحقّقت شروط السّفر فيُباح للمُسافر الإفطار في نهار رمضان، لقوله تعالى:(وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).


 مثل قول الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}
[الإسراء من الآية:78]، قال ابن كثير رحمه الله: "يعني صلاة الفجر" .
 صور من يسر الإسلام في الصلاة: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الصلاة حبًّا لا نستطيع وصفه بألسنتنا أو بأقلامنا، ولكن ننقل وصفه هو لهذا الحب.. قال: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ»
 ومع هذا الحب العميق للصلاة إلا أنه كان رحيمًا بأمته، فلم يُرِدْ منهم الإكثار في هذا الجانب حتى لا يملُّوا. دخل النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏‏فإذا حبل ممدود بين الساريتين؛ فقال:‏ «ما هذا الحبل؟!»، قالوا: هذا حبلٌ‏ ‏لزينب، ‏فإذا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ؛ فقال النبي‏: ‏«لا. حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فإذا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ» .
 وهذا التوجيه والتعليم يفعله مع واحدة من أعظم نساء الأرض، فهي أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، وقد يُطلَب منها ما لا يُطلَب من عامة النساء، ولكنها القاعدة التي لا خلاف عليها: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ... ». لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على أن يظل العبد مربوطًا طيلة حياته بربه، فلا يكسل في لحظة، أو يُفرِّط في أخرى؛ ولذلك كان يحب العمل الدائم ولو كان قليلًا، فهذا أصلح للعبد وللمجتمع... قال رسول الله: «وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ» .
   وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته من عدم التوازن فتضيع حقوق الأسرة والمجتمع إذا صرف العبد وقته كله في الصلاة والقرآن، ولذلك كان ينصح المكثِرِين بالتقليل والتخفيف، ومن أشهر وأجمل مواقفه ما حدث مع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
لقد كان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما من الصَّوَّامين القَوَّامين، فكان يقوم كل ليلة بالقرآن فيختمه كاملًا!
وقد كان يظن هذا هو الأفضل والأعظم، فدار بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حوار يستفسر فيه عبد الله عن كَمِّ القراءة الأمثل.. يقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: في كم أقرأ القرآن؟ قال: ‏ «اختمه في شهر». قلت: إني أطيقُ أفضل من ذلك، قال: «اختمه في عشرين». قلت: إني أطيقُ أفضل من ذلك، قال: «اختمه في خمسة عشر». قلت إني أطيقُ أفضل من ذلك، قال: «اختمه في عَشْرٍ». قلت: إني أطيقُ أفضل من ذلك، قال: «اختمه في خَمْسٍ». قلت: إني أطيقُ أفضل من ذلك، قال: «فما رَخَّصَ لِي» .
فنحن في هذا المثال نشاهد شابًّا قويًّا هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي أكثر، وليقرأ القرآن كاملًا في أقصر مدة ممكنة، وعلى الجانب الآخر يجادله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف عنه ويرحمه! قد نتعجب من حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على التقليل من عبادة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ولكن عند التدبر بعين الرحمة تجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حريص على استمرارية عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في طريق العبادة دون كسل ولا فتور ولا إرهاق شديد، وحريص على زوجته وأسرته أن يأخذا حقهما منه، وحريص كذلك على المجتمع أن يصبح عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عضوًا فاعلًا فيه يعمل وينتج ويُعلِّم ويجاهد ويتزاور...
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حريص على أن يعيش عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حياة متوازنة، وذلك رحمة به ورحمة بمجتمعه..   ثم إن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تزداد وضوحًا وجلاءً عندما يكون الأمر خاصًّا بعموم الأمة، فإن هذا الدين لم ينزل لمجموعة معينة من الناس دون غيرهم، إنما نزل للكبير والصغير، والرجل والمرأة، والقوي والضعيف، والغني والفقير، وغير ذلك من أصناف في داخل الأمة الواحدة... إنه صلى الله عليه وسلم يفهم أحوال الناس وظروفهم، ويرحمهم لأجل ذلك، ولا يريد أن يأتي الرجل صلاة أو صلاتين ثم ينقطع كُلِّيَّةً بعد ذلك، بل هو ينظر برحمة إلى حالته ويُقدِّرها، ومثل هذا الموقف حدث مع معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو صحابي جليل، وقريب جدًّا من قلب الرسول، وكان كثيرًا ما يمدحه صلى الله عليه سلم ويُثني عليه، ولكن هذه الدرجة القريبة من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لتصبح مبررًا لأن يطيل معاذ رضي الله عنه في الصلاة فيقسو بذلك على المأمومين...   إن القسوة مرفوضة، حتى لو كانت في عبادة الصلاة! يحكي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما هذا الموقف فيقول: أقبل رجلٌ ‏بِنَاضِحَيْنِ ‏وقد ‏جنح الليل ‏فوافق ‏معاذًا ‏يُصلِّي ،
 فترك ‏نَاضِحَهُ ‏‏وأقبل إلى ‏معاذ‏ ‏فقرأ بسورة ‏البقرة ‏‏أو‏ ‏النساء، ‏فانطلق الرجل وبلغه أن ‏معاذًا ‏نَالَ منه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏فشَكَا إليه ‏معاذًا؛ ‏فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏: «يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ‏ أَنْتَ‏؟! ‏أَوْ أَفَاتِنٌ؟! ‏-‏ثَلاثَ مِرَارٍ- فَلَوْلا صَلَّيْتَ ‏بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، ‏وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا‏، ‏وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى؛ ‏فَإِنَّهُ ‏يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ» [10]. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف يُعلِّم الأئمة أن يرحموا المصلين في المساجد، ولا يشقُّوا عليهم بكثير صلاة أو قيام، وهذه هي الرحمة في قمة صورها... إنه يسعد بالإمام الذي يقرأ بالشمس والليل أكثر من سعادته بالإمام الذي يقرأ بالبقرة والنساء! أَلا فَلْيَفْهَمِ المسلمون دينهم! وألا فليعرف العالم رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ومثله ما حدث منه صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان...

صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاتِهِ ناسٌ، ثم صلَّى من القابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثم اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يخرُج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏، ‏فلما أَصْبَح قال: «قَدْ ‏رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ»، ‏وذلك في رمضان .

 إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله يفرض على عباده ما يشاء في الوقت الذي يشاء، وبالطريقة التي يشاء، ولكنه يعلم أيضًا أن الله قد جعل الأسباب، ولا يريد أن يكون هو سببًا لمشقة تحدث للمسلمين، وقد شدَّد بنو إسرائيل على أنفسهم فشدد الله عليهم، وما قصة البقرة بخافية [12]، ولذلك آثر رسول الله أن يصلِّي قيام رمضان منفردًا لكي يرحم المسلمين بتقليل الفروض عليهم! إن المرء لا يملك عند رؤية هذه المواقف وأمثالها إلا أن يقول ما قاله رب العالمين سبحانه وتعالى في كتابه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق