أبونواس وحياتة ووفاتة وأسلوبة الشعرى ومظاهر تجديد فى شعر أبونواس - الموسوعة العربية للمعرفة

مقالات تشمل كافة مجالات الحياة لنشر الوعي و المعرفة

اخر الأخبار

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

أبونواس وحياتة ووفاتة وأسلوبة الشعرى ومظاهر تجديد فى شعر أبونواس

أبونواس وحياتة ووفاتة وأسلوبة الشعرى  ومظاهر تجديد فى شعر أبونواس



                                        أبو نواس

 شاعر عبّاسي من أم فارسيّة، عُرف بلهوه ومجونه وحبّه للخمر والخمّارات، وشعره زاخرٌ بالكثير من جوانب حياته، وتعكس أفكاره، ومعتقداته، إلّا أن بعض المؤرخين أكّدوا توبته قبل موته.
 مولده أبو نواس، الحسن بن هانئ الحكمي، ولد عام 763م بالأهواز من بلاد خوزستان، وعاش بالبصرة، كان والده من جند مروان بن محمد الأموي، ومن هناك انتقل إلى العراق بعد زوال ملك مروان، ثم لجأ إلى قرية من قرى الأهواز، وهي التي فيها وُلِدَ فيها. كان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والذي آنذاك كان أمير خُراسان فنُسِبَ إليه. توفّي والده وهو في السادسة من عمره، فأرسلته أمّه إلى عطّار ليعمل عنده، إلا أنّه بعد العمل كان يرتاد إلى مجالس العلم والشعر، إضافة إلى أنّ العطّار نفسه تكفّل تربيته ورعايته، فشجّعه على الذهاب إلى الكُتّاب لحفظ القرآن، وتعلّم الشعر لتتفتّح قريحته، وساقه القدر ليتعرّف على الشاعر الفاحش والبة بن الحبّاب، فسافرا معاً إلى الكوفة، وعَمِدَ والبة على تعليم أبي نواس قرض الشعر، فزارا المجالس العلمية والأدبية ومجالس الشعراء التي كانت تضمّ الشعر القديم والتفاسير والنقد الأدبيّ.

[١] حياته بعد أن اكتفى أبو نواس من الكوفة رحل إلى البصرة ليتعرّف على خلف الأحمر الذي طلب منه أن يحفظ العدد الكثير من القصائد والأراجيز، ثم أن ينساها بعد ذلك ليحفظ كمّاً جديداً من القصائد والأراجيز، وبعد أن مارس الحفظ والنسيان لفترة، أصبح قادراً على نظم الشعر، فارتحل إلى بغداد فاتصل بالخليفة هارون الرشيد فمدحه مُركّزاً على المعاني الدينية وفي وصف إنجازاته، ثم انتقل بمدحه إلى البرامكة، الأمر الذي أغضب هارون الرشيد، فخاف أو نواس على نفسه وهرب إلى مصر ليمدح واليها الخصيب بن عبد الحميد العجمي.

 [٢] عاد أبو نواس بعد ذلك إلى بغداد بعد وفاة هارون الرشيد، فتولّى الأمين الخلافة، وكان بدوره صديقاً قديماً لأبي نواس، فاتّصل به أبو نواس فور عودته إلى بغداد، ومدحه، إلا أنّ خصوم الأمين كانوا يأخذون عليه مرافقة شاعرٍ سيّء نديماً له، ويُشهّرون بهذا الأمر على المنابر، فأُجبر الأمين إلى حبس أبي نواس. حاول وزير الأمين أن يشفع له ليخرج من السجن إلا أن ذلك حصل بعد محاولات عديدة وطويلة، وعندما توفّي الأمين رثاه الشاعر بقصائد بيّنت صدق عاطفته وقوّتها.

[٣] توبته ووفاته عُرفت حياة أبو نواس باللهو والمجون، هذا الأمر ظهر جليّاً في شعره الذي خصص فيه جزءاً كبيراً منه في وصف الخمر، إلى جانب غزله الدائم بجارية كانت تسمى (جنان) كان قد هام بها ونظم عنها الكثير من الأشعار، إلّا ان أكثر ما قاله المؤرخون فيه أنّه تاب في آخر سنواته، الأمر الذي ظهر واضحاً في شعره، خاصّة في القصيدة التي وُجِدَت أسفل مخدّته عند موته،
 [٤] يقول فيها: يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظـمُ إن كان لا يدعوك إلا محسـن فمن الذي يرجو ويدعو المجرم أدعوك رب كما أمرتَ تضرّعاً فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحـم ما لي إليك وسيلة إلا الـرّجـا وجميل عفوك ثمّ أني مُسـلـم. أما وفاته فاختلفت الآراء فيها؛ فقال البعض إنّه توفّي في السجن، بينما قال آخرون أنه نزل في بيت إسماعيل بن نوبخت الذي دسّ له السم ليتخلّص من لسانه السليط.

 [٥] أسلوبه الشعريّ تناول أبو نواس في شعره معظم الأغراض الشعرية، من مديح، وهجاء، ورثاء، وعتاب، وغزل، إلا أنّه تميّز بوصفه للخمر حتّى لُقّب بشاعر الخمر. أما شعره فقد تميّز بسهولة الألفاظ، ولين العبارات، وخفّة التركيب، وسلاسة المعاني، بعيداً عن الغريب والحشو والفظّ والجاف، كما أن له الفضل في إضافة صور وكلمات جديدة على الشعر العربي عامّة، وتصوير الخمر خاصّة. ويجدر بالذكر خروجه على تقاليد القصيدة العربية، ورفضه للصنّعة والتكلّف في الوصف.

[٦] ديوانه ومختارات شعريّة لم يكتب أبو نواس ديوانه، بل قام العديد من المؤرخين بجمعه وعنونته وفهرسته، من أمثال الصوليّ الذي جمعه في فصول عشرة، والأصفهاني، بينما قال المهملم بن يموت بن مزرد بتنقيح شعره وترتيبه وجمعه بكتاب عنوانه (سرقات أبي نواس). 


                                 شعر أبو نواس

 ترك الشاعر أبو نواس إرثاً شعرياً كبيراً بعد وفاته، فعمد الأدباء إلى جمع دواوين أبي نواس، ومن أشهر رواد جمع ديوانه هو الصولي وحمزة بن الحسن الأصفهاني، ويذكر بأنّه قد اهتم بالخمريات والمدح والرثاء والغزل أيضاً، ويعتمد أبو نواس في أسلوبه الشعري على ما يلي:
 الخمريات، يعتبر هذا الأسلوب الأكثر استخداماً في شعر أبي نواس، حيث حاول مضارعة كل من الوليد وعدي أبناء يزيد بأسلوب غير مباشر.
أسلوب المدح. الرثاء، فكان أبو نواس يضع جُل مشاعره وعواطفه العميقة في الرثاء. الغزل.

                         مظاهر التجديد في شعر أبو نواس

هناك مظاهر تجديد عديدة في شعر أبي نواس ومنها ما يلي: الخمريات: تعرف بقصائد الخمرة أيضاً، وهي مجموعة من القصائد الّتي ألّفها أبو نواس موجداً من خلالها تياراً تجديدياً للثورة على الشعر العربي القديم، وبلغ هذا النوع من تيارات التجديد أوج قوته في زمن الخلافة العباسية، ويعتبر ذلك العصر ذهبيّاً بالنسبة للأدب والكتابة، ويعنى هذا النوع من القصائد بالتغني بالخمرة والاستمتاع بشربها والتلذذ بذلك مع التطرق إلى ضرورة التفنن بإعداد أبرز مواضيعها كبديل للحب عند أهل البدو. البنية: يشير هذا التيار أو المظهر في التجديد إلى ضرورة التمّيز عن القصائد الجاهلية النموذجية وخاصة فيما يتعلق بالبنية الثلاثية، وتعتبر بمثابة ثورة على الشعر الجاهلي للاستعاضة بالوقفة الخمرية بدلاً من الوقفة على الأطلال. الغرض: استحدث أبو نواس غرضاً شعرياً جديداً سمي بالخمرية من خلال قصائده الشعرية.
الإيقاع: يتمثل ذلك بضرورة الاهتمام بالإيقاع الداخلي الناجم عن الجناس والتكرار في القصيدة. الصورة: يتمثل ذلك بإيجاد صورة جديدة تصف الخمرة وتشخصها بشكل ملموس، والاعتماد عليها للاستعارة في تكوين الصور الشعرية ودمجها في الأبيات الشعرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق