المحسنات البديعية
المحسنات البديعية هي الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه من أجل التأثير في النفس، ويظهر جمال هذه الوسائل إذا جاءت قليلة وغير متكلفة داخل النص حيث ظهر المعنى الذي يقصده الأديب، أما إذا أفرط الأديب في استخدامها فإنها تظهر ضعف الأسلوب وعجز الأديب. ويطلق على المحسنات البديعية في بعض الأحوال أيضًا الزينة اللفظية أو الزخرف البديعي أو اللون البديعي أو التحسين اللفظي.
أنواع المحسنات البديعية1- الطباق: وهو الجمع بين الكلمة ونوعها في الكلام الواحد، ويفيد الطباق في توضيح المعنى وتوكيد الفكرة عن طريق التضاد. وهناك نوعان للطباق، الطباق الإيجابي والطباق السلبي.
– الطباق الإيجابي : ويحدث إذا اجتمع الكلام المعني وعكسه في الجملة.
مثال :- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى ”
وأيضا قول الله تعالى ” تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء “
وأيضا قول الله تعالى ” تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء “
– الطباق السلبي : وهو الجمع بين شيئين أحدهما منفي والآخر مثبت، أو أحدهما أمر والآخر نهي.
مثال :- قد بلي الحديد وما بليت.
وقول الله تعالى ” لا تخشوا الناس واخشونِ “
وقول الله تعالى ” لا تخشوا الناس واخشونِ “
2- المقابلة : وهي التضاد بين كلمتين أو أكثر أو أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة ثم يؤتى بما يقابل ذلك الترتيب، لتوضيح المعنى وتوكيد الفكرة وإثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده وتفيد الشمول.
مثال :- قليل دائم خير من كثير متقطع.
والحديث الشريف : “اللهم اعط منفقًا خلفًا واعط ممسكًا تلفًا “.
والحديث الشريف : “اللهم اعط منفقًا خلفًا واعط ممسكًا تلفًا “.
3-الجناس : وهو اتفاق كلمتين في اللفظ ( النغم ) واختلافهما في المعنى، وذلك لإحداث جرس موسيقي يطرب الأذن ويجذب الانتباه عن طريق الاختلاف في المعنى، ويزداد الجناس جمالًا إذا كان نابعًا من طبيعة المعاني التي يعبر عنها الأديب ولم يكن متكلفًا وإلا كان شكلًا لا قيمة له. وهناك نوعان من الجناس، الجناس التام والجناس الناقص.
– الجناس التام : وهو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمور وهي نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها.
مثال :- يقيني بالله يقيني.
وأيضا أرضهم ما دمت في أرضهم.
وأيضا أرضهم ما دمت في أرضهم.
– الجناس الناقص : وهو ما اختلف فيه اللفظان في أحد الأمور الأربعة السابقة، نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها.
مثال : – من بحر علمك أغترف ** وبفضل علمك أعترف
– بيض الصفائح ** لا سود الصحائف
– بيض الصفائح ** لا سود الصحائف
4-السجع : وهو توافق الفاصلتين في فقرتين أو أكثر في الحرف الأخير، أو هو توافق أواخر فواصل الجمل ( الكلمة الأخيرة في الفقرة )، ويكون السجع في النثر فقط، ويظهر أجمل أنواع السجع عندما تتساوى فقراته. ويحدث السجع نغمًا موسيقيًا يثير النفس وتطرب إليه الأذن إذا جاء غير متكلف. ومن السجع ما يسمى الترصيع وهو أن تتضمن القرينة الواحدة سجعتين أو سجعات.
مثال : – إنه من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت
– الصوم حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع
– إن بعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا
5- التورية : وهي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود ( المورى به )، والآخر بعيد خفي وهو المقصود والمطلوب ( الموري عنه )، ويتم استخدام التورية في الشعر وفي النثر على حد سواء. وسميت التورية بهذا الاسم لأن المتحدث بها يستر المعنى البعيد بالمعنى القريب، أي أن التورية تعطينا المعنى من خلال حجاب.
مثال :
– أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى : المعنى القريب لكلمة تعالى هو تعاظم وعلا ولكن ليس هذا هو المعنى المقصود، ولكن المعنى المقصود هو طلب الحضور.
– أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى : المعنى القريب لكلمة تعالى هو تعاظم وعلا ولكن ليس هذا هو المعنى المقصود، ولكن المعنى المقصود هو طلب الحضور.
– يقولون إن نار الشوق نار ولوعة ** فما بال شوقي اليوم أصبح باردًا : في هذا البيت يداعب الشعر حافظ إبراهيم أحمد شوقي، حيث يظهر المعنى القريب للقارئ من كلمة شوقي أنها شدة الشوق للشاعر ولكنه يقصد الشاعر أحمد شوقي.
– وحملت إنسانًا وكلبًا أمانة ** فضيعها الإنسان والكلب حافظ : وهنا يرد أحمد شوقي عليه ممازحا، ويظهر لنا أن المعنى القريب لكلمة حافظ هو أن الكلب حافظ على الأمانة ولكن الشاعر كان يقصد حافظ إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق