التهاب اللوزتين و علاجه - الموسوعة العربية للمعرفة

مقالات تشمل كافة مجالات الحياة لنشر الوعي و المعرفة

اخر الأخبار

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

التهاب اللوزتين و علاجه



التهاب اللوزتين يحدث التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis) عندما تصيب الميكروبات؛ كالفيروسات أو البكتيريا اللوزتين وتسبب العدوى فيهما، والجدير بالعلم أنّ اللوزتين هما نسيجان يقعان على جانبي الحلق

ويُعدّان جزءاً من الجهاز اللمفاوي المكوّن أيضاً من اللمف، والشعيرات الدموية اللمفاوية، والأوعية الكبيرة، والغدد الليمفاوية، والطحال، والغدة الزعترية

 ويُعتبر هذا الجهاز مسؤول عن محاربة العدوى وحماية الجسم من الميكروبات المختلفة، ولأنّ اللوزتين تقعان على جانبي الحلق فهما وسيلة الجسم الدفاعية عند دخول الميكروبات الأنف أو الفم، وعلى الرغم من نجاح اللوزتين في العادة في القضاء على هذه الميكروبات ومنعها من دخول الجسم وبالتالي حماية الجسم من المرض، إلا أنّهما قد تُصابان بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية مُسببة التهابهما، ومن الأعراض التي ترافق هذه الحالة: الشعور بألم في الحلق بحيث يشعر المريض بصعوبة في البلع، وبالتالي يواجه صعوبة في تناول الطعام والشراب، إضافة إلى احمرار أو تهيّج اللوزتين، ومن الممكن أن تشمل الأعراض ظهور تقيّح يُشكل طبقة بيضاء أو صفراء عليهما خاصّة إذا ما كان سبب الالتهاب بكتيرياً، بالإضافة إلى انتفاخ الغدد الموجودة في الرقبة، فضلاً عن احتمالية ظهور رائحة كريهه للفم، ويجدر العلم أنّ الأطفال المصابين بالتهاب اللوزتين تنخفض شهيتهم في العادة ويكثر الترييل أو سيلان اللعاب لديهم.

 وممّا يجدر ذكره أنّ التهاب الحلق العقدي (بالإنجليزية: Strep throat) يُعد نوعاً من التهاب اللوزتين، ويحدث نتيجة التعرض لبكتيريا المجموعة العقدية أ (بالإنجليزية: Group A Streptococcus bacterium)، وفي سياق الحديث عن التهاب اللوزتين تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المشكلة تكون أكثر شيوعاً لدى الأطفال، ويُستثنى من ذلك من هم دون السنة الثانية من العمر، إذا يكون حدوث التهاب اللوزتين آنذاك نادراً.

 ولمعرفة المزيد عن التهاب اللوزتين يمكن قراءة المقال الآتي: (التهاب اللوزتين). 
علاج التهاب اللوزتين تتعدد الطرق المستخدمة في علاج التهاب اللوزتين، ويعتمد اختيار الطبيب للطريقة الملائمة بالتعاون مع المريض على عدة عوامل، مثل: عمر المصاب، والحالة الصحيّة له، إضافة إلى شدة المرض، وفترة المرض المتوقعة، ومدى تحمل المريض للعلاجات أو الإجراءات المقترحة وتقبّلها، وتختلف العلاجات التي يصرفها الطبيب باختلاف المسبب للالتهاب؛ فمثلاً في حال كان المُسبب عدوى فيروسية فإنّ المصاب يُشفى غالباً دون استخدام علاج معيّن، أمّا إذا كانت العدوى بكتيرية فيتم علاج التهاب اللوزتين بالمضادات الحيوية المناسبة، وقد يُوصي الطبيب أحياناً بالتدخل الجراحي لاستصال اللوزتين، ومن ذلك حالات الإصابة بالتهاب اللوزتين بشكل متكرر، وفي سياق الحديث عن علاج التهاب اللوزتين يجدر بيان أنّ هناك بعض الحالات التي تستوجب التدخل الطبي الفوريّ، ومنها حالات ظهور خُرَاج مجاورات اللوزتين (بالإنجليزية: Peritonsillar abscess)، وهو أحد مضاعفات التهاب اللوزتين الذي قد يُسبب انسداد مجرى التنفس.

 العلاجات الدوائية يمكن تقسيم الخيارات الدوائية المُستخدمة في حال التهاب اللوزتين إلى علاجات تُخفف الأعراض وأخرى تقضي على المُسبب، ويأتي بيان ذلك أدناه:[٧] أدوية دون وصفة طبية: يُستخدم هذا النوع من الأدوية لتخفيف أعراض التهاب اللوزتين، ومنها: مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ويجدر تجنب استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: aspirin) للأطفال والمراهقين لاحتمالية تسببه بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye's syndrome)، وهي متلازمة خطيرة ولكنّها نادرة الحدوث، ومن الأدوية الأخرى التي تُباع دون وصفة طبية وتساهم في تخفيف أعراض التهاب اللوزتين أقراص المص للحلق (بالإنجليزية: Throat lozenge)؛ إذ تُخفّف ألم الحلق.

 المضادات الحيوية: إنّ أغلب حالات التهاب اللوزتين تنجم عن الإصابة بعدوى فيروسية، ومثل هذه الحالات يُكتفى بمراقبة المصاب وإعطاء الأدوية التي تُخفف الأعراض، وعادة ما يتماثل المصاب للشفاء خلال سبعة إلى عشرة أيام، ولا يصح إعطاء المضادات الحيوية في حالات العدوى الفيروسية لأنّها تُسبب الآثار الجانبية دون أن يُجدي استخدامها النفع المرجوّ، وفي المقابل تُعدّ المضادات الحيوية علاجاً فعالاً في حالات التهاب اللوزتين الناجمة عن الإصابة بعدوى بكتيرية، ويُمثل دواء البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) الخيار الأكثر شيوعاً؛ لاعتباره آمناً، وفعالاً، وقليل التكلفة، ومن الجدير بالذكر أنّ البنسلين يمكن أن يُعطى على شكل حقنة كجرعة واحدة، أو حبوب عن طريق الفم لمدة عشرة أيّام، وعلى الرغم من تحسن الأعراض خلال 24-48 ساعة من إعطاء المضاد الحيوي، إلا أنّه من المهمّ أخذ العلاج للفترة التي حددها الطبيب، وفي سياق الحديث عن البنسلين يجدر بيان أنّ هناك بعض المصابين الذين يُعانون من حساسية تجاهه، وعندها يصف الطبيب علاجاً بديلاً مناسباً.

 الستيرويدات: (بالإنجليزية: Steroids)، قد يلجأ الطبيب المختص لوصف الستيرويدات في حالات معينة للتخفيف من التهاب اللوزتين..

 استئصال اللوزتين قد تُجرى عملية استئصال اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillectomy) التي تتم فيها إزالة اللوزتين في بعض حالات الالتهاب البكتيري التي لا تستجيب للمضادات الحيوية والعلاجات المستخدمة، وكذلك يمكن أن تُجرى في حالة التهاب اللوزتين المزمن، أو عند تكرار الإصابة بالتهاب اللوزتين، ويُقصد بتكرار العدوى تحقيق أيّ مما يأتي:

التهاب اللوزتين بما يزيد عن سبع مرات خلال العام الواحد. 

التهاب اللوزتين أكثر من أربع إلى خمس مرات في العام الواحد، وذلك لمدة عامين متتاليين.
 التهاب اللوزتين أكثر من ثلاث مرات في العام الواحد، وذلك لمدة ثلاث سنوات متتالية. كما قد يلجأ الطبيب لاسئصال اللوزتين في حال وجود مضاعفات يصعب علاجها، ومن أهمها ما يأتي:

 انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea). 
صعوبة التنفس.
 صعوبة في بلع الطعام.
 ظهور خُراج لا يستجيب للمضادات الحيوية المُعطاة. 
طرق إجراء استئصال اللوزتين تعدّ العملية من الإجراءات الجراحية البسيطة ويمكن للمصاب مغادرة المستشفى بعد اجراء العملية في اليوم نفسه، باستثناء بعض الحالات التي يكون فيها المصاب صغيراً في العمر، أو يعاني من حالة مرضية أخرى، أو في حال ظهور مضاعفات خلال العملية، وعادةً ما تستغرق عملية الشفاء الكاملة بعد إجراء العملية فترة تتراوح ما بين 7-14 يومًا

 وتختلف الطرق التي يتبّعها الطبيب الجرّاح لإزالة اللوزتين، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع هذه الطرق تتقارب نسبياً في النتائج، ودرجة الأمان، ومدى تعافي المريض، ويتم الاختيار فيما بينها بناء على خبرة ورأي الجرّاح، وتتضمن هذه الطرق ما يأتي:[١١] جراحة استئصال اللوزتين بالمِشرط: (بالإنجليزية: Cold steel surgery)، وهي من أكثر الطرق شيوعاً في استئصال اللوزتين، وتتطلب استخدام الجراح للمشرط، وقد يترتب على ذلك حدوث نزيف بسيط تتم السيطرة عليه بالضغط على الأوعية الدموية أو من خلال إغلاق الأوعية الدموية باستخدام الحرارة الناتجة عن التيار الكهربائي والتي تُسمى الإنفاذ الحراري (بالإنجليزية: Diathermy). 

استئصال اللوزتين بالإنفاذ الحراري: (بالإنجليزية: Diathermy tonsillectomy) تُستخدم أداة أو مسبار الإنفاذ الحراري (بالإنجليزية: Diathermy probe) لقطع اللوزتين والأنسجة المحيطة بهما، كما تساهم الحرارة أيضاً في إغلاق الأوعية الدموية ووقف النزيف في حال حدوثه.

 استئصال اللوزتين بالتبريد: (بالإنجليزية: Coblation tonsillectomy) يُشبه الإجراء المتبع في هذه العملية طريقة استئصال اللوزتين بالإنفاذ الحراري، إلّا أنّ درجات الحرارة تكون أقلّ، حوالي 60 درجة مئوية، وبالتالي يقل الألم الناتج عنها.

 استئصال اللوزتين بالليزر: (بالإنجليزية: Lasers tonsillectomy) يتم تسليط حزم عالية الطاقة من أشعة الليزر على اللوزتين لإزالتهما، بالإضافة إلى قدرة الليزر على إغلاق الأوعية الدموية ووقف النزيف. 

استئصال اللوزتين بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound tonsillectomy) يتم استئصال اللوزتين بطريقة مشابهة لأشعة الليزر، لكن باستخدام حزم عالية الطاقة من الموجات فوق الصوتية. 

إرشادات وتدابير خاصة باستئصال اللوزتين من الضروري اتّباع بعض الارشادات والتدابير للمحافظة على صحة المريض بعد اتخاذ قرار استئصال اللوزتين، ومن هذه الإرشادات والتدابير ما يجدر أخذه بعين الاعتبار قبل إجراء العملية، ومنها ما يجدر أخذه بعين الاعتبار بعد إجرائها، ويمكن توضيح ذلك فيما يأتي:

 قبل إجراء العملية: يجب على الطبيب إجراء فحوصات شاملة للاطمئنان على العلامات الحيوية للمريض، إضافة إلى ضرورة التأكد من عدم وجود مشاكل لدى المريض تزيد من احتمالية حدوث النزيف لأنّ اللوزتين نسيجان غزيران بالتروية الدموية، هذا ويجدر بيان أنّ الطبيب المختص قد يلجأ لصرف مضادات حيوية لبضعة أسابيع قبل إجراء عملية استئصال اللوزتين في حال تبين وجود التهاب فيهما للتخفيف من العدوى قبل إجراء العملية.

 بعد إجراء العملية مباشرة: من أهمّ الأمور الواجب مراعتها بعد إجراء عملية استئصال اللوزتين ما يأتي:

 النوم على أحد الجانبين بعد الاستيقاظ من التخدير؛ تجنّبا لبلع أي كميات من الدم.
 توّقع شعور المصاب باحتقان وألم في الحلق، واحتمالية الحاجة لاستخدام مسكّنات الألم. 
تفقد العلامات الحيوية للمريض، مثل ضغط الدم، ونبض القلب، ومعدّل التنفس، بالإضافة للتأكد من عدم وجود نزيف دمويّ. 

الامتناع عن تناول المشروبات والأطعمة لمدة أربع ساعات بعد الانتهاء من العملية، وبعد ذلك قد يعاني المريض من صعوبة أثناء الشرب والأكل، وعلى الرغم من ذلك لا بُدّ من الاستمرار في تناول الطعام الأمر الذي يساهم في تحسّن الحالة. 
أمور يجدر بالمريض اتباعها بعد الخروج من المستشفى: إضافة إلى ضرورة التزام المريض بالتعليمات التي يُقدّمها الطبيب المختص، توجد بعض النصائح التي ستاعده على التعافي، ويمكن بيانها أدناه: الامتناع عن التدخين.

 أخذ إجازة من العمل أو المدرسة، وتجنّب الأماكن المكتظة خلال الأسبوع الأول بعد العملية تجنّباً للعدوى. 
عدم ممارسة الأنشطة الرياضية الشديدة والتي تتطلب جهداً كبيراً.
 الحرص على اتباع نمط غذائي صحيّ، بما في ذلك تجنب تناول المثلجات، والمواد التي تهيّج الحلق كعصير الليمون، والأطعمة المتبلة، وذلك لما يقارب عشرة أيّام. 
تجنب تناول دواء الأسبرين لتخفيف الألم؛ لأنه قد يؤدي إلى زيادة احتمالية النزيف، والحرص على الالتزام بأخذ الأدوية كما يصفها الطبيب. 
ومن الأمور التي يجدر بالمصاب إدراكها أنّ عملية استئصال اللوزتين لا تقلل من احتمالية الإصابة بالتهابات أخرى، كالتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجهاز التنفسي بنوعيه السفلي والعلوي، أو التهاب الحنجرة، وإنّما تمنع هذه العملية التهاب اللوزتين فقط، كما تُسهّل عملية البلع، وتُخلّص المريض من رائحة النفس الكريهه إن وجدت.

 نصائح للتخفيف من أعراض التهاب اللوزتين تساعد الرعاية المنزلية على التخفيف من حدة التهاب اللوزتين بطريقة فعّالة بغض النظر عن السبب الكامن وراءه، وتتضمن الرعاية مجموعة من الإرشادات والنصائح التي تساهم في عملية الشفاء، ومن هذه النصائح ما يأتي: الراحة: وتتمثل بأخذ قسط كافٍ من ساعات النوم. 

الإكثار من شرب السوائل: حيث يساهم الماء في ترطيب الحلق، وتجنّب الجفاف، كما تساعد السوائل الساخنة كالشوربات والماء الدافئ مع العسل على التخفيف من احتقان الحلق.
 الغرغرة بالمحلول الملحيّ: تُساعد الغرغرة بالمحلول الملحي على تهدئة احتقان الحلق، ويتم تحضير المحلول الملحيّ بإضافة ملعقة صغيرة من ملح الطّعام إلى كوب من الماء الفاتر.
 ترطيب الهواء: يساعد ترطيب الهواء المحيط من خلال جهاز ترطيب الهواء البارد (بالإنجليزية: Cool-air humidifier) على التخلص من الهواء الجاف الذي يزيد من تهيج الحلق.
 تجنّب المواد المهيّجة للحلق: مثل التدخين ومواد التنظيف القوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق