كعب بن زهير وشعره - الموسوعة العربية للمعرفة

مقالات تشمل كافة مجالات الحياة لنشر الوعي و المعرفة

اخر الأخبار

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

كعب بن زهير وشعره


كعب وطريقة شعره
كعب بن زهير التعريف به وشعره
        
  
                                               التعريف بالشاعر

هو كعب بن زهير بن ابى سلمى هو كعب بن زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رياح بن العوام بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة، ق. هـ / ? - 609 وهو شاعر مخضرم عاش عصرين مختلفين هما عصر ما قبل الإسلام وعصر صدر الإسلام. عالي الطبقة، كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا  النبى محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا عنه  النبى، وخلع عليه بردته. وهو من أعرق الناس في الشعر: فأبوه زهير بن ابى سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية. 
تلقن كعب الشعر عن أبيه مثله مثل أخيه بجير، وكان زهير يحفظهم الشعر منه شعره ويقولون عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الصحراء فيلقي عليه بيتاً أو سطراً ويطلب أن يجيزه تمريناُ ودرّبه، كما أن كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحطيئة. حاول زهير أن ينظم الشعر منذ حداثته فردعه أبوه، مخافة أن يتسفّل ويأتي بالضعيف فيشوّه مجد الأسرة، وما زال يهذّب لسانه ويجهّز شاعريته برواية الشعر حتى استقام له النظم.

                                                      شعره

كعب بن زهير بن أبي سلمى أحد الفحول المخضرمين ، وكان كعب قد بلغ من الشعر والشهرة حظاً مرموقاً حين دعاه النبيَّ إلى الإسلام، وإذا اسلم أخوه بجير وبّخه واستحثه على الرجوع عن دينٍ لم يكن عليه أحد من أبائه، فهجاه كعب ثم هجا النبي، فسمع شعره فتوعده وأهدر دمه، فهام كعب يترامى على القبائل أن تجيره فلم يجره أحد، فنصحه أخوه بالمجيء إلى النبي مسلماً تائباً، فرجع بعد أن ضاقت الأرض في وجهه، وأتى المدينة وبدأ بأبي بكبرودخل المسجد وتوسل به إلى الرسول فأقبل به عليه وآمن وأنشد قصيدته المشهورة (بانت سعاد)، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته فسميت قصيدته بـ (البردة ثم حسن إسلامه وأخذ يصدر شعره عن مواعظ وحكم متأثراً بحكم القرآن وظهرت المعاني الإسلامية في شعره من أن الله هو رازق لعباده وغير ذلك.

                                               مناسبة قصيدة (البردة)  
ذاع في الآفاق أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس يتحدثون بالإسلام؛ الدين الجديد، وكعب بن زهير آنذاك في اكتمال شبابه، فأرسل أخاه بجيرا إلى المدينة يستطلع خبر النبي صلى الله عليه وسلم. ولما التقى بجيرا برسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به وبقي في المدينة ولم يعد. فغضب كعب لذلك ونظم شعرا أساء فيه للنبي صلى الله عليه وسلم ووبخ أخاه فيه وأرسله إليه قال فيه:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة                    فهل 
 لك فيما قلت ويحك هل لكا                
سقاك بها المامون كاسا روية                   فانهلك منها المامون وعلكا
ففارقت أسباب الهدى واتبعته                على أي شيء ويب غيرك دلكا
على مذهب لم تلف به أما ولا أبا             عليه ولم تعرف عليه أخا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف                  ولا قائل إما عثرت لعا لك

فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما احتملته الأبيات من هجاء وإساءة فظيعة، أهدر دمه، لما يشكل من خطر كبير على انتشار دعوة الله، وذلك لامتلاكه سلاحا فتاكا هو الشعر الذي كانت له السلطة المؤثرة في حياة العرب
.
أخبره أخوه بجيرا بالأمر، ونصحه أن يأتي إلى رسول الله معتذرا، فهو يقبل العذر ومن شيمه العفو. حاول كعب أن يحتمي بقبيلته، فرفضت ذلك وتبرأت منه. فحمل نفسه وجاء المدينة، ودخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع كفه في كفه والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفه وقال: "إن كعب بن زهير أتاك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه؟ أجابه: نعم. قال: فأنا كعب. فوثب رجل من الأنصار قائلا: دعني يا نبي الله أضرب عنقه، فكفه النبي صلى الله عليه وسلم عنه"
فقام كعب بن زهير رضي الله عنه وأنشد قصيدته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتذر فيها له عما بدر منه، وطلب فيها العفو عنه، وختمها بمدحه صلى الله عليه وسلم وبمدح المهاجرين رضي الله عنهم.
"البردة"
سميت هذه القصيدة بالبردة، وبه اشتهرت عبر التاريخ. وسبب تسميتها بذلك هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع هذه القصيدة من كعب بن زهير رضي الله عنه، وخاصة عندما تلا عليه هذا البيت النوراني:
إن الرسول لسيف يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
قام صلى الله عليه وسلم ورمى عليه بردته الشريفة. وقد ظل رضي الله عنه محتفظا بها طوال حياته، وامتنع أن يعطيها معاوية رضي الله عنه مقابل مال أرسله إليه، وأجابه قائلا: "ما كنت لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا" . ولم يحصل عليها إلا بعد وفاته، حيث أخذها من أبنائه مقابل مال أعطاه إياهم.
أي شعر وأي كلام هذا قد نفذ إلى أعماق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله يتخذ هذا الموقف؟!. لم يكن صلى الله عليه وسلم بشاعر، لكن ذوقه الشريف حي يتفاعل مع كل ما هو جميل وذي معنى نبيل، ذلك لأنه رسول الله. بهذا الوسام النبوي نالت هذه القصي

دة الشرف والسمو والرفعة، وسميت بالبردة، وظلت حية إلى يومنا هذا والحمد لله، فكانت عبر هذه القرون مصدر إلهام للشعراء في مدحهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما كانت البردة قد حركت المشاعر الشريفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلته يزداد فرحا وابتهاجا عند سماعها، فقد اهتم بها العلماء والشعراء حفظا وشرحا. فلم "يزل الشعراء من ذلك الوقت إلى الآن ينسجون على منوالها ويقتدون بأقوالها تبركا بمن أنشدت بين يديه (صلى الله عليه وسلم) ونسب مدحها إليه" .
والدارس لهذه القصيدة يحصل على ثروة لغوية كبيرة، فيزداد حبا للغة العربة وتعلقا بها، وذلك لأصالة وفصاحة ألفاظها اللغوية، ولما تتميز به من أسلوب جذاب، ومن موسيقى يطرب لها الذوق السليم. فهي تستحق أن تكون نص انطلاق لتعلم اللغة بكل مستوياتها في مدارسنا، بدل اعتماد نصوص تافهة المبنى والمعنى.
وقد كان لهذه القصيدة تأثير كبير في ميدان الأدب والثقافة الإسلامية، فقد قام العلماء على مر العصور بشرحها واستنباط الدروس اللغوية والبلاغية والنحوية منها، والتي بلغت عددا كبيرا توزعت في مكتبات العالم ما بين مطبوع ومخطوط، المتوفر منها حوالي خمسين شرحا.

وهي تسمى أيضا ب"الكعبية اللامية"، وب"بانت سعاد". وبهذا الأخير قد اشتهرت أيضا، حيث ابتدأ الشاعر قصيدته بالنسيب على عادة العرب ونستكمل البردة وشرحها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق