بعض الاخطاء المنتشرة فى اللغة
فإن ديننا الحنيف قد أرسى دعائم الأخوة والمحبة بين المسلمين ، وجعلهم متحابين ومجتمعين على الخير والإحسان وقد وثّق الإسلام هذه الرابطة الأخوية بآداب شرعية ومن هذه الآداب ( السلام ) ، ففي حديث عبدا لله بن عمرو رضى الله عنه أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أيّ الإسلام خير ؟ فقال : (( تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )) [ متفق عليه ] ، وللسلام آداب شرعية يجب أن يتعرف عليها المرء المسلم حتى يكون متبع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه الآداب والأحكام التي تتعلق بالسلام :
1- قال تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )(النساء: من الآية86) ، وقال ابن عبد البر : رد السلام واجب والابتداء به سنّة بالإجماع ، وقال البغوي : ردّ السلام فرض على الكفاية ، والابتداء سنة على الكفاية وإذا مرّ قوم على قوم ، فسلم واحد منهم كان كافياً وإذا ردّ من الآخرين واحد سقط الفرض عنهم لحديث على بن أبي طالب قال : (( يجزئ عن الجماعة إذا مرّوا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم )) [ أخرجه أحمد والبيهقي وأبو داود ] وإن كانوا مختلطين مسلمين وكفار لحديث أسامة رضى الله عنه [ المتفق عليه ] : (( أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين فسلم عليهم )) .
2- من صيغ السلام : ( السلام عليكم ) ، ( السلام عليكم ورحمة الله ) ، ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، وصيغ الرد : ( وعليكم السلام ) ، ( وعليكم السلام ورحمة الله ) ، ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) ، وهناك صيغة أختلف فيها وهي ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ) والدليل على ذلك حديث عمران بن حصين رضى الله عنه : (( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرّد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرّد عليه فجلس فقال : عشرون ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرّد عليه فجلس فقال : ثلاثون )) [ رواه الترمذي وأبو داود ] ، وقال النووي : أقل السلام ( السلام عليكم ) والأكمل منه ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، ويكره أن يقول المبتدأ ( عليكم السلام ) لأنها تحية الموتى ، وصفة الرّد وهي الأفضل والأكمل أن يقول : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) وزيد ( ومغفرته ) ، ولو اقتصر على قوله : ( وعليكم السلام ) أجزأه ذلك ، وإن اقتصر على ( عليكم ) لم يجزئه ذلك بلا خلاف ويشترط أن يكون الرّد على الفور ولو أتاه من غائب .
3- من الأخطاء المنتشرة بين الناس في السلام قولهم السِّلام ، بكسر السين والسِّلام بمعنى الحجارة فلينتبه منه وهذا القول مخالف لأصل تشريع السَّلام .
4- السلام على النساء عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها قالت: ( مرّ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوةٍ فسلم علينا ) [ رواه ابن داود وابن ماجة والدارمي ]
قال النووي : بالنسبة للنساء إن كن جميعاً سلم عليهن ، أما إن كانت واحدة سلم عليها : النساء وزوجها وسيدها ومحرمها سواء كانت جميلة أو ليست جميلة أما إن كانت عجوزاً لا تشتهي استحب السلام ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام ، أما إن كانت عجوزاً تشتهي أو شابة لم يُسلِّم عليها الأجنبي ولا تسلم عليه ومن سلَّم منهما لم يستحق الجواب ويكره رد جوابه وهذا مذهب الجمهور .
ونقل البيهقي في كتابه الآداب عن الإمام أحمد أنه قال : وهذا فيمن يأمن على نفسه من الافتتان بهن أو في القواعد من النساء ، فأما إذا كان لا يأمن على نفسه وكانت المرأة شابة فلا يسلم .
5- السلام على الصبيان مستحب باتفاق العلماء لحديث أنس رضى الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على صبيان فسلّم عليهم ) [ أخرجه مسلم ] ، واختلف أهل العلم في رد الصبي عن الجماعة هل يسقط فرض رد السلام عن الرجال ، والصحيح هو سقوط فرض رد السلام كما نقل عن النووي أنه قال : أم المسألة فيها وجهان وأصحهما أنه يسقط كما هو الحال في صلاة الجنازة .
6- من الأخطاء المنتشرة بين الناس أنهم لا يبدؤون بالسلام ولكن يقولون ( صباح الخير ) ( مساء الخير ) ( أنعم صباحكم ) ( أنعم الله بك ) وهذا خطأ لحديث عمران بن حصين قال : ( كُنا في الجاهلية نقول أنعم الله بك عيناً ، وأنعم صباحاً فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك ) [ أخرجه أبو داود ] .
7- أنه يستحب للرجل أو المرأة عندما ينتهي المجلس وأراد الخروج منه أن يسلّم على من في المجلس وذلك قبل الخروج منه لحديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )) [ أخرجه الترمذي وأبو داود ] .
8- قال البغوي : روي عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال : إن ما يُصفي لك ودُّ أخيك ثلاثاً : أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، وأن تدعوه بأحب أسمائه إليه وأن توسع له في المجلس .والحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف الأنباء والمرسلين وعلى أصحابه المتمسكين بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم إلى يوم الدين .
فإن ديننا الحنيف قد أرسى دعائم الأخوة والمحبة بين المسلمين ، وجعلهم متحابين ومجتمعين على الخير والإحسان وقد وثّق الإسلام هذه الرابطة الأخوية بآداب شرعية ومن هذه الآداب ( السلام ) ، ففي حديث عبدا لله بن عمرو رضى الله عنه أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أيّ الإسلام خير ؟ فقال : (( تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )) [ متفق عليه ] ، وللسلام آداب شرعية يجب أن يتعرف عليها المرء المسلم حتى يكون متبع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه الآداب والأحكام التي تتعلق بالسلام :
1- قال تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )(النساء: من الآية86) ، وقال ابن عبد البر : رد السلام واجب والابتداء به سنّة بالإجماع ، وقال البغوي : ردّ السلام فرض على الكفاية ، والابتداء سنة على الكفاية وإذا مرّ قوم على قوم ، فسلم واحد منهم كان كافياً وإذا ردّ من الآخرين واحد سقط الفرض عنهم لحديث على بن أبي طالب قال : (( يجزئ عن الجماعة إذا مرّوا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم )) [ أخرجه أحمد والبيهقي وأبو داود ] وإن كانوا مختلطين مسلمين وكفار لحديث أسامة رضى الله عنه [ المتفق عليه ] : (( أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين فسلم عليهم )) .
2- من صيغ السلام : ( السلام عليكم ) ، ( السلام عليكم ورحمة الله ) ، ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، وصيغ الرد : ( وعليكم السلام ) ، ( وعليكم السلام ورحمة الله ) ، ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) ، وهناك صيغة أختلف فيها وهي ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ) والدليل على ذلك حديث عمران بن حصين رضى الله عنه : (( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرّد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرّد عليه فجلس فقال : عشرون ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرّد عليه فجلس فقال : ثلاثون )) [ رواه الترمذي وأبو داود ] ، وقال النووي : أقل السلام ( السلام عليكم ) والأكمل منه ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، ويكره أن يقول المبتدأ ( عليكم السلام ) لأنها تحية الموتى ، وصفة الرّد وهي الأفضل والأكمل أن يقول : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) وزيد ( ومغفرته ) ، ولو اقتصر على قوله : ( وعليكم السلام ) أجزأه ذلك ، وإن اقتصر على ( عليكم ) لم يجزئه ذلك بلا خلاف ويشترط أن يكون الرّد على الفور ولو أتاه من غائب .
3- من الأخطاء المنتشرة بين الناس في السلام قولهم السِّلام ، بكسر السين والسِّلام بمعنى الحجارة فلينتبه منه وهذا القول مخالف لأصل تشريع السَّلام .
4- السلام على النساء عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها قالت: ( مرّ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوةٍ فسلم علينا ) [ رواه ابن داود وابن ماجة والدارمي ]
قال النووي : بالنسبة للنساء إن كن جميعاً سلم عليهن ، أما إن كانت واحدة سلم عليها : النساء وزوجها وسيدها ومحرمها سواء كانت جميلة أو ليست جميلة أما إن كانت عجوزاً لا تشتهي استحب السلام ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام ، أما إن كانت عجوزاً تشتهي أو شابة لم يُسلِّم عليها الأجنبي ولا تسلم عليه ومن سلَّم منهما لم يستحق الجواب ويكره رد جوابه وهذا مذهب الجمهور .
ونقل البيهقي في كتابه الآداب عن الإمام أحمد أنه قال : وهذا فيمن يأمن على نفسه من الافتتان بهن أو في القواعد من النساء ، فأما إذا كان لا يأمن على نفسه وكانت المرأة شابة فلا يسلم .
5- السلام على الصبيان مستحب باتفاق العلماء لحديث أنس رضى الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على صبيان فسلّم عليهم ) [ أخرجه مسلم ] ، واختلف أهل العلم في رد الصبي عن الجماعة هل يسقط فرض رد السلام عن الرجال ، والصحيح هو سقوط فرض رد السلام كما نقل عن النووي أنه قال : أم المسألة فيها وجهان وأصحهما أنه يسقط كما هو الحال في صلاة الجنازة .
6- من الأخطاء المنتشرة بين الناس أنهم لا يبدؤون بالسلام ولكن يقولون ( صباح الخير ) ( مساء الخير ) ( أنعم صباحكم ) ( أنعم الله بك ) وهذا خطأ لحديث عمران بن حصين قال : ( كُنا في الجاهلية نقول أنعم الله بك عيناً ، وأنعم صباحاً فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك ) [ أخرجه أبو داود ] .
7- أنه يستحب للرجل أو المرأة عندما ينتهي المجلس وأراد الخروج منه أن يسلّم على من في المجلس وذلك قبل الخروج منه لحديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )) [ أخرجه الترمذي وأبو داود ] .
8- قال البغوي : روي عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال : إن ما يُصفي لك ودُّ أخيك ثلاثاً : أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، وأن تدعوه بأحب أسمائه إليه وأن توسع له في المجلس .والحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف الأنباء والمرسلين وعلى أصحابه المتمسكين بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم إلى يوم الدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق