مقارنة بين شعري العصر الجاهلي و صدر الإسلام - الموسوعة العربية للمعرفة

مقالات تشمل كافة مجالات الحياة لنشر الوعي و المعرفة

اخر الأخبار

الخميس، 25 أبريل 2019

مقارنة بين شعري العصر الجاهلي و صدر الإسلام

مقارنة بين شعري العصر الجاهلي و صدر الإسلام




                         الشعر في العصر الجاهلي

عندما نستعرض الشعر الجاهلي نجده متشابهاً في أسلوبه، فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالوقوف على الأطلال وذكر الأحبة بعدها ينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه بما فيه من وحش، ثم يصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج والأسلوب الذي ينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعر.

       الشعر في صدر الإسلام
        و أثر الإسلام في الشعر

احدث الإسلام تحولا في مسار الشعر العربي
ولم يحدث ذلك فجأة , بل احتاج إلى وقت غير قليل لتمثل واستيعاب المعطيات
الجديدة التي أرسى دعائمها القرآن الكريم , سواء على الموقف الفكري


أو على المستوى الفني الجمالي , كان الطابع القرآني
الإسلام فيها واضحا ، غير أن ثمة ما يشير إلى وجود بصمات إسلامية
في شعر شعراء صدر الإسلام . من تغير في البناء ، و الألفاظ . حتى الأغراض المتداولة .

             المقارنة بين العصرين
يمكن أن نجملها فيما يلي :
1 – اختفاء بعض الأغراض الشعرية القديمة كوصف الخمر
والغزل الفاحش والهجاء المقذع
2 – ظهور أغراض جديدة كالشعر التعليمي –
أو بمعنى أدق الشعر التبليغي في العصر الإسلامي و التي لم تكن في العصر الجاهلي
ومن هذا الشعر الدعوى الخالص قول الشاعر صرمة بن أبي أنس :
فأوصيكم بالله والبر والتقى ** وأعراضكم , والبر بالله أ ول
وإن قومكم سادوا فلا تحسدونهم ** وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا
وقد ظهرت أغراض أخرى كالشكوى والفتوى والمناشدة .
3 – تطور الأغراض القديمة كالمدح والرثاء وتشبعها بالروح الإسلامية
وتخلصها من جفاوة الألفاظ وغرابتها .
على غرار ما نجده في الشعر الجاهلي . ومن الغريب الوارد في الشعر قول تأبط شراً:
عاري الظَّنَابِيبِ، مُمْتَدَّ نَوَاشِرُهُ
مِدْلاَجِ أدْهم واهي الماء غَسَّاقِ
4 – شيوع المعجم القرآني في شعر الإسلاميين
فضلا عن المعان والقيم الرفيعة التي بثها الإسلام .
5 – احتذاء المنهج القرآني في الاستقصاء والعمق والأفكار
والمضامين وفي ترتيب المعاني وتسلسل الأفكار وترابطها
مع الوضوح والبيان وترك المبالغة والغلو . و هذا ما لمسناه أيضا في الشعر الجاهلي
فالألفاظ الجاهلية يغلب عليها أداء المعنى الحقيقي أما الألفاظ التي تعبر عن المعاني المجازية فهي قليلة.
والتراكيب التي تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة الألفاظ، وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى.

6 – التعبير عن العواطف الإنسانية النبيلة والربط بينها وبين الآخرة
وقد انعكس ذلك على الأسلوب , فاختفت الخشونة والقسوة
وأصبحت الصياغات سلسة .
7 – أما فيما يتعلق بالخيال فقد جاء سطحيا تقليديا
ومن الأنماط الشائعة , أو منقولا نقى حرفيا عن القرآن الكريم
على نحو ما فعل النعمان بن بشير حين صور أهوال القيامة
8 – لاحظ الدارسون أن شعراء صدر الإسلام
قلما يلجؤون إلى الضرائر اللغوية في أشعارهم
بل هناك التزام بأصول القواعد اللغوية والنحوية والعروضية .
9 – الشعر الإسلامي يكاد يخلو من الهنات الوزنية وعيوب القافية
على نحو ما هو موجود في الشعر الجاهلي
وذلك يعود إلى الطريقة التي روي بها هذا الشعر, والأوزان التي شاعت
هي ذاتها التي كانت شائعة في الشعر الجاهلي
10 – شاعت ظاهرة التضمين في الشعر الإسلامي
وهذه الظاهرة تتمثل في ارتباط الشطر الثاني من البيت بالشطر الأول
من البيت الذي يليه , حيث لا يكتمل المعنى ولا تتم العبارة
إلا بقراءة البيتين معا , كقول الشاعر الهوزاني :
ثمت نزل جبريل بنصرهم ** عن السماء فمهزوم ومعتنق
عنا , ولو غير جبريل يقاتلنا ** لمنعت إذن أسيافنا العتق
11 – شيوع النثرية ,كذلك بروز ظاهرة الصياغة الحرفية للقرآن الكريم كقول النابغة الجعدي:
الحمد لله لا شريك له ** من لم يقلها فنفسه ظلما
المولج الليل في النهار ** وفي الليل نهارا يفرج الظاما
12 – شيوع الصدق في شعر صدر الإسلام
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم , قوله
" إنما الشعر كلام مؤلف , فما وافق الحق فهو حسن
وما لم يوافق الحق منه فلا خير فيه
" ( ابن رشيد العمدة 1 /27 )

الرابع اول و وسط موضوع

وهذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التي رويت بهذا المعني
إنما كانت قاعدة للشعراء .
13 – لقد كان الالتزام نابعا من القيم الإسلامية ،
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعاتب على الهجاء ،
وقد كان ذلك سببا في امتناع أغلب الشعراء عن الهجاء
ولذلك نجد نجد حسان بن ثابت يشير إلى ذلك في قوله :
لولا النبي وقوله الحق مغضبة ** لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا
14 – يشير بعض الباحثين إلى أن الشعر الإسلامي يتميز بالرقة
والوضوح وتهذيب اللغة حيث يقول الثعلبي في ( يتيمة الدهر )
( كانت أشعار الإسلاميين أرق من أشعار الجاهليين ,
وهذا ما أكده الدكتور شوقي ضيف حين قال
" لو أنه هذب اللغة من الحوشية ومن اللفظ الغريب,
فأقامها على هذا الأسلوب المعجز من البيان والبلاغة " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق