بناء القصيدة فى العصر الجاهلى و تعريف العصر الجاهلى و خصائص العصر الجاهلى - الموسوعة العربية للمعرفة

مقالات تشمل كافة مجالات الحياة لنشر الوعي و المعرفة

اخر الأخبار

الخميس، 29 نوفمبر 2018

بناء القصيدة فى العصر الجاهلى و تعريف العصر الجاهلى و خصائص العصر الجاهلى


                     
        تعريف الأدب الجاهليّ
الأدب الجاهليّ هو الأدب الذي يُنسب للعرب الذين عاشوا في شبه الجزيرة العربيّة قبل ظهور الإسلام، والأدب هو تعبير الشّخص عن شعور عاطفيّ بشكل بليغ لإثارة القارىء والمُستَمع، وكان عدد الأدباء الجاهليّين كثيراً؛ نتيجة لوجود عدد كبير من القبائل في الجزيرة العربيّة وتفاخرها بأُدبائها بشكل كبير، لذا يوجد الكثير من المُؤلَّفات والنّتاجات الأدبيّة لهم.

                   


         خصائص الشعر الجاهلي
 مرّ الشعر الجاهليّ بالعديد من المراحل حتى حقق التطور والرقي الذي تمثل في العديد من القصائد التي وصلت إلينا، وفيما يلي توضيح لأهم الخصائص التي تميز الشعر الجاهلي عن غيره: تمتاز لغة الشعر الجاهلي بكونها لغة صعبة المعاني ذات تراكيب فخمة، يصعب تفسير الكثير من عباراتها إلا من خلال الاستعانة بالمعجم. تتضمن القصيدة الجاهلية الواحدة على العديد من المواضيع، وغالباً ما يفتتح الشعراء الجاهليون قصائدهم بالوقوف على الأطلال أو الغزل، ثم ينتقلون إلى الغرض منها.


قدمت القصائد الجاهلي خير وصف للبيئة الجاهلية. تمتاز موسيقى القصيدة الجاهلية بصخبها في بعض الأحيان وهدوئها في أحيان أخرى، ويتحكم في ذلك الموضاعات التي يتم عرضها في القصيدة.

ركّزت القصائد الجاهلية على استخدام التشبيهات الحسية عند وصف الجماد أو الإنسان.

 التعبير الصادق عن االمشاعر والأفكار.
 اهتمامات الشاعر الجاهلي يصعب تحديد الفترة الزمنية التي ظهر فيها الشعر في العصر الجاهلي بسبب شيوع الأمية بين العرب وعدم قدرتهم على تدوين للشعر، إلا أنّ قدرتهم العالية على الحفظ مكّنت من تناقل بعض الأشعار الجيدة، والتي ساعدت في توضيح اهتمامات الشاعر الجاهلي،
ومن أهمها:



الفروسية: ركز الشعر الذي يتكلم عن الفروسية على ذكر الفرس والجمل والحروب والسيوف.
 الصيد: ركز الشعر الذي يتكلم عن الصيد على وصف الأبقار الوحشية والظباء وغيرها.
المرأة: ركز على وصف الأمهات والزوجات والجاريات والعشيقات. الخمر: ركز على وصف الأصدقاء والندماء.

مكانة الشعر والشاعر في الجاهلية احتلّ الشاعر في العصر الجاهلي مكانة قيمة ومرموقة، وقد مكنته ذلك من الوصول إلى درجة عالية من درجات الخطابة، الأمر الذي تسبب في الحد من التقليل من أهمية الخطيب وتواري فن الخطابة وعدم تطوره، أما السبب الرئيسي لذلك فتمثل في حاجة العرب الجاهليين الشديدة إلى الشعر الذي فخم من شأنهم وأرهب أعداءهم وزاد حماسة فرسانهم.  
               

        الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي
 تنقسم خصائص الشعر الجاهلي إلى خصائص لفظية وخصائص معنوية، فاللفظية التي تُظهر الملامح وأهم سماته التي تغلب على معظم قصائده، فتمتاز عن غيره من الشعر، وتتمثل الخصائص اللفظية بما يلي:



1/ غرابة الألفاظ وجزالتها: يظهر في الشعر الجاهلي ألفاظ غريبة بالنسبة لوقتنا الحاضر مع أنّها ألفاظاً فصيحة في وقتها ومتعارف عليها في الزمن الجاهلي، وهي ألفاظ لأسماء مواضع من البيئة المحلية للشاعر، ويُلاحظ أنّ ألفاظ الشعر الجاهلي جزلة قوية تكاد اللفظة الواحدة منها تُعطي صورة متكاملة، واختيرت بعناية للتعبير عن المعنى بشكل كامل، وذات إيحاءات حسنة، وقد تختلف قصائد الشعر الجاهلي عن بعضها في في غرابة الألفاظ وخشونتها، لاختلاف الحالة النفسية والبيئة التي يعيش فيها الشاعر واللهجة الدارجة في بيئته.

2/ قوّة التراكيب وبلاغتها: تمتاز تراكيب الشعر الجاهلي بموافقتها للقواعد النحوية، والأساليب اللغوية التي يستخدمها العرب، وأنّها مطابقة لمقتضى الحال فهي وصف دقيق لما يعبّر عنه الشاعر، سواء أكان حقيقة أو مجازاً باستخدام التشبيه والاستعارة والكناية التي تُسهم في إبانة المعنى دون تعقيد.

3/ الوحدة الموسيقية: تتسم القصيدة الجاهلية بتناسق بنيتها الموسيقية وتكاملها بشكل يُسهم في عملية الفهم لدى القارئ.

4/ العناية والتقيح: عُرف بعض الشعراء الجاهليين بعبيد الشعر وعرفت قصائدهم بالحوليات، لعنايتهم بقصائدهم ومراجعتها وتنقيحها حتّى أنّها كانت تمكث عندهم حولاً كاملاً وكان زهير بن أبي سُلمى أكثرهم شهرة.

        
             الخصائص المعنوية للشعر الجاهلي
 يتسم الشعر الجاهلي بخصائص معنوية تميزه عن غيره من الشعر وهي كما يأتي:
فخامة التراكيب وصعوبة معانيها، فقد يلجأ القارئ لاستخدام معاجم اللغة لتفسيرها. الدقة في تصوير الحياة الجاهلية، والصدق في التعبير.


اتباع نهج واحد في بناء القصيدة، فتبدأ بوصف الأطلال أو مقدمة غزلية ويليها الغرض الشعري، وتعدد موضوعاتها. التراوح بين الموسيقى الهادئة والصاخبة نظراً لطبيعة القصيدة وموضوعها. موضوعات الشعر الجاهلي تعددت أغراض الشعر الجاهلي ويمكن إجمالها في الأغراض الشعرية الآتية:


 1/ الهجاء: هو فن من فنون الشعر الجاهلي ويتخذ فيه الشاعر مظهراً لنفسه مميزاً حتّى يجلب النحس لنفسه.


2/ الغزل: فن شعري من أقرب الفنون الشعرية للقلب والطبيعة الإنسانية فقد كان الشاعر
 الجاهلي يصف جمال المرأة المعنوي والحسي.

 3/ الحماسة: من أشهر الفنون الشعرية في العصر الجاهلي انتشاراً؛ لأنّها تعبر عن الفروسية والبطولة والشجاعة والبسالة والإقدام في المعارك.

4/  الرثاء: من أكثر الفنون الشعرية في العصر الجاهلي وأقربها للقلب والنفس؛ لأنّ البيئة الجاهلية بيئة ذات طابع دمويّ، فيأخذ الشعراء بذكر مناقب الميت والثأر من الأعداء بكل حس ووجدان صادقين.

5/ الحكمة: ينتج شعر الحكمة من تجربة الشاعر في الحياة وخبرته فيها، ببصيرة وإحساس دقيق.

6/ الوصف: هو وصف لمظاهر الحياة الطبيعية للبيئة الصحراوية، كوصف الحيوانات والنباتات والأطلال والمطر.

    555555555555     

 بناء القصيدة فى العصرالجاهلي 

يشكل بناء القصيدة دعامة أساسية من دعائم العمل الشعري بفنيته ودقته، ولعله يعكس لنا رؤية الشاعر وطريقة معالجته للقضية المطروحة أمامه، كما أنه يدل في بعض جوانبه على الحياة العقلية والاجتماعية للعصر، ومن المعروف أن نقادنا القدامى تحدثوا عن نظام القصيدة العربية القديمة، وقد عرفت القصيدة الجاهلية عندهم ببناء محدد التزم به الشعراء الجاهليون ونظموا فيه جلّ أشعارهم، ويبدو أنه أصبح سنة من الصعب الخروج عليها، ومن غير المألوف مخالفتها.
تلتقي أغلب النظريات النقدية على تحديد مصطلح "البنا" أو "البنية" أو الهيكل في العمل الشعري، على أنه تطور ونمو وحدة العمل الفني في هذا العمل الشعري أو ذلك، وقد يتخذ مصطلح البناء ودلالات مختلفة من أجل إثبات وجود "الوحدة الداخلية" في النص الشعري توكيدًا لتحديد سماته وخصائصه الفنية، ولعلّ أقرب الدلالات الأدبية إلى تحديد مصطلح البناء هو "الجانب الشكلي" في القصيدة ومن خلال هذا "الشكل" الفني في القصيدة يتميز "البناء" عن "النسيج" وإن كان كلاهما من مظاهر الشكل العام للقصيدة أو النص الشعري ويتجلى الشكل في ضوء ذلك، من خلال الترابط المنطقي بين أجزاء النص ومن داخله يكون للغة الانفعالية أو "الرمزية" المتمثلة بالأسلوب الشعري دورها الفاعل في فَهم البناء الفني داخل القصيدة من مقدمتها حتى نهايتها أي من بدء التعبير عن التجربة الشعورية إلى انتهائها وحدة مترابطة في نسق منطقي يحقق ما يمكن تسميته بالوحدة الموضوعية في القصيدة أو أي نص شعري متكامل البناء، فالوحدة الشكلية في القصيدة الجاهلية لا تعني الوحدة العروضية بل هي البحث عن أجزائها ذات السمات الفنية والأسلوبية والصور الشعرية، التي تتوحد في كل فني ذي وحدة ترابطية وانسيابية منطقية تحقق المتعة في نفس المتلقي هو ينتقل من جزء فني إلى آخر ضمن إطار وحدة "الكل" وهذا ما نلمسه في القصيدة العربية الجاهلية
إن دراسة موضوع "بنية القصيدة" يكشف عن التباين القائم بين مدلول هذا المصطلح في النقد القديم، ومدلوله في النقد الحديث، فقد كان هذا المصطلح في النقد القديم أقرب ما يكون إلى معنى البناء وضم الأجزاء إلى الأجزاء بغية الوصول إلى القصيدة الناجزة، ويشير هذا الفَهم إلى الجهد الصناعي الذي يترتب على الشاعر مزاولته قبل وأثناء بناء القصيدة، وقد بدا هذا واضحًا لدى ابن طباطبا وغيره من النقاد القدامى الذين تحدّثوا عن بناء القصيدة وعما ينبغي أن تكون عليه، وبدا حديثهم وكأنه حديث عن وجود مفترض وسابق لقصيدة نمطية قائمة في أذهان هؤلاء النقاد، ولم ير ابن قتيبه مسوغًا لمتأخر الشعراء في أن يخرجوا عن مذهب المتقدمين، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى آراء الحاتمي حول القصيدة والتي يمكن عدّها إشارات مبكرة إلى وحدة القصيدة العضوية، هذه القصيدة التي تشبه جسم الإنسان الذي يلحقه الضر وتتعفى معالمه إذا طرأ خلل على أحد مكوناته وأجهزته.
ولسنا نحتاج إلى مزيد من القول لنتبين أن ما جدّ من تشبيه القصيدة بالكائن الحي لدى عدد وفير من النقاد الغربيين، والنقاد العرب المعاصرين، قد سبقهم فيه الحاتمي، بل زاد عليه أن جعل من هذه الحيوية، وهذا التكامل مقياسًا لجودة القصيدة.

والواقع أن النظر فيما ذكره النقاد القدماء والبلاغيون حول وحدة القصيدة يقودنا إلى استنتاجات متناقضة، ففي الوقت الذي يسلمون فيه بأن القصيدة تتألف من موضوعات وفقرات وأبيات، يبحثون عما يغاير هذه الصورة بالحديث عن التدّرج والتساوق والتناسب والتكامل العضوي واستيفاء القطعة من الشعر، ولكنّ نقدهم التطبيقي غفل عن هذا، ولم يدركوا عظم الفرق بين ما يقولونه هنا وما يكثرون من ذكره عند الكلام على شرف المعنى، أو حسن التشبيه، أو جودة البيت، أو براعة الاستهلال، وحسن المطلع، أي أن النظرة التجزيئية إلى القصيدة ظلت قائمة مع وجود هذه الملاحظات.
وبالانتقال إلى الفلاسفة المسلمين، نجد أن حديثهم حول القصيدة ووحدتها وبنائها جاء في معرض الحديث عن الخطبة، وقد كان لذلك دورٌ في إثارة عدة قضايا تتصل بوحدة العمل الفني وقيام هذه الوحدة على أساس وحدة الموضوع، ناهيك عن حديثهم حول القصيدة القصيرة والطويلة ذات الأقسام المتعددة، ومن هؤلاء الفلاسفة الفارابي الذي يرى أن بمقدور الشاعر والخطيب المزج بين لغة الشعر ولغة الخطابة، أما ابن سينا فإنه يجعل الفرق بين ما هو شعري وما هو خطابي أكثر وضوحًا إذا ناورا، أما ابن رشد فقد قسم الخطبة إلى الأقسام التالية: الصدر الغرض، الاختصاص، التصديق والخاتمة، وهذه القسمة تعدّ لصالح وحدة القصيدة وكليتها، كما أن إشاراته إلى ضرورة أن يكون كل واحد من هذه الأقسام وسطًا في المقدار، تؤكد على ضرورة تناسب أجزاء القصيدة
غير أن ما يؤخذ على الفلاسفة المسلمين أنهم لم يستثمروا آراءهم وأفكارهم الفلسفية المتعلقة بوحدة الخالق ووحدة الوجود للوصول إلى وحدة العمل الفني العضوية .
أما مصطلح البنية في النقد الحديث فقد أصبح يعني صفات وخصائص القصيدة الناجزة من خلال مكونات هذه القصيدة وما يربط بين هذه المكونات من علاقات ووشائج، وقد بدأ الاهتمام ببنية القصيدة الجاهلية أول الأمر من خلال الحديث عن وحدة هذه القصيدة، وعن وجود مثل هذه الوحدة أو عدمه، ويعتبر مفهوم الوحدة العضوية صدى لنظرية (كولردج) في الخيال ثم اخذ مصطلح الوحدة العضوية ينتقل ببطء إلى النقد العربي الحديث، إلاّ أن أهم الدراسات التي اهتمت ببنية القصيدة الجاهلية هي دراسة كمال أبو ديب التي درس من خلالها حوالي مئة وخمسين نصًا جاهليًا، وهو يعتقد أن عددًا كبيرًا من القصائد لا يمتلك وحدة خبيئة تبقى لتدرك عبر عمليات تحليل تختلف درجة عمقها، رغم أن ذلك يعتمد على التفسير، وفي هذا السياق ينبغي أن تعاين كل قصيدة معاينة مستقلة متعمقة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق