المفعول فيه |
إستكمال المفعولْ فيه – ظَرْفُ
الزمانِ والمكانِ
سادساً :
مُتَعَلّقُ الظّرف
كُلُّ
ما نُصِبَ من الظرفِ يَحتَاجُ إلى ما يَتَعَلَّقُ بهِ
الظرفُ أو يَرْتَبِطُ به في المعنى، من فعلٍ أو شبهِ
فعلٍ، ويُشارِكُ الظرفَ في التعلقِ حروفُ الجرّ،
التي تحتاجُ إلى ما يرتبطُ معناها بِهِ
وما
يَتَعَلّقُ بهِ الظرفُ إمّا أن يكونَ مَذكوراً، وإمّا
أن يكونَ محذوفاً .
مثل :
حَضَرْتُ صباحاً . حيث ارتبط الظرف صباحاً
بالحضور – حَضَرَ –
ومثل :
يَقِفُ الطفلُ أمامَ البابِ
، حيث ارتبطَ الظرفُ أمامَ بالوقوف – وقفَ –
ويُحْذَفُ ما يَتَعَلّقُ بهِ الظرفُ ، إذا كان كوناً
خاصاً ، ودلَّ عليه دليلٌ ،
مثلُ :
أمامَ
البابِ ، لمن يسألُ أين يَقَفُ الطّفْلُ ؟
ويُحْذَفُ ما يَتعلقُ به الظرفُ وجوباً في ثلاثة مواقع
:
1- أن يكونَ كَوْناً عاماً ،
يصلح لأن يُرادَ به كلُّ حَدَثِ ، مثل موجود وكائن
وحاصل. ويكون
المتعلق المقدر إما خبراً مثل :
الكتابُ فَوقَ المكتب ومثل : الجَنّةُ تَحْتَ أقدامِ
الأمهاتِ .
والتقدير الكتاب
موجود ، والجنة كائنة
وإمّا أنْ يكونَ صفَة، مثلُ :
مررتُ برجلٍ عنَد البابِ . والتقدير واقفٍ
وإمّا أنْ يكونَ حالاً، مثلُ :
رأيتُ القمرَ بينَ السُّحُبِ . والتقدير
مستقراً
وإمّا أنْ يكونَ صلة، مثلُ :
جَاَء مَنْ عِنْدَهُ الخبرُ
اليقينُ . وفي هذه الحالة يكونُ
المتعلقُ فعلاً مثل (يوجد) : جاء من يوجد عنده الخبر اليقين .
سابعاً :
النائبُ عن الظرفِ
يكثرُ حَدّفُ
ظرفِ الزمانِ المضافِ إلى المصدر ، ويقومُ المصدرُ مَقامَهُ ،
فَيُنصَبُ مَثَلَهُ باعتباره نائباً عنهُ . وذلك بشرطِ
أنْ يُعَيّنَ المصدرُ الزمنَ ويَوَضِّحَهُ ، أو يُبينُ
مِقدارَهُ ،
فمثالُ الأولِ : أَخرجُ إلى العَمَلِ شروقَ
الشّمسِ وأعودُ غروبَها . فَحَذْفُ الظرفِ الزمانيِّ
"وقتَ " وقامَ المصدرُ (شَروقَ وغروَب) مقامَهُ .
ومثالُ الثاني :
سأغيبُ عَنّك
غَمْضَةَ
عَيْنٍ = قَدْرَ غمضةِ عَيْنٍ
و : انتظرْتُهُ
كتابهَ
صَفحةٍ = مُدّةَ
كتابةِ صفحةٍ
و : أقمتُ في المدينة
راحة
المسافرِ = مقدارَ استراحةِ
المسافرِ
أما نيابةُ
المصدرِ عن ظرفِ المكانِ فقليلةٌ . مثل : وقَفْتُ قُرْبَ
الإشارَةِ ، أي
مكاناً
قربَ الإشارةِ .
وينوبْ عن
الظرفِ – غيرُ المصدرِ :
1-
صِفَةُ المصدرِ ،
مثل :
انتظرتُ طويلاً من الوْقتِ = انتظرتْ
زماناً
طويلاً
ومثل :
جَلَسْتُ
شَرْقيَّ
المْنزِلِ = جَلَسْتُ مَجلِساً
شرقّي
المنِزل
2-
عَدَدُ المصدرِ ،
شريطةَ أنْ يوجَد ما يدل على أنه عددُهُ ،
كالإضافةِ للظرفِ .
مثل سِرْتُ
مَشْياً
ثلاثَ
ساعاتٍ ، قطعتُ فيها
ثلاثةَ أميالٍ
.
3-
المضافُ إلى الظرفِ ،
مما يدلُّ على كليةٍ – على الكل – أو على
بعضية – على بعضٍ – مثل :
صُمْتُ
كُلَّ
النّهارِ . نصْفَ
النهارِ ،
بَعْضَ النهارِ
ركضتُ
رُبْعَ
ميلٍ .
نِصْفَ
ميلٍ ،
ثُلْثَ
مِيلٍ
ثامناً : الظرفُ المُعرَبُ والظرفُ
المبْنيُّ
الظروفُ كلّها معربةٌ متغيرة حركة الآخر ، إلا ألفاظاً
محصورةً . منها ما هو للزمان ومنها ما للمكان .
ومنها ما يُسْتَعْمَلُ للدلالةِ على الإثنين .
فالظروفُ المبنية المختصةُ بالزمانِ هي : إذ ومتى
وأيانَ وإذْ وأمس والآن ومُذ ومُنْذُ وقَطُّ وعوضُ
وبينا وبينما ورَيثما وكيف وكيفما ، ولمّا .
ومنها ما رُكّب َمن ظروف الزمان ،
مثل :
أزورُ المكتبة صباحَ مساءَ - وليلَ ليلَ - ونهارَ
نهار- ويومَ يومَ
. والمعنى كلّ صباح وكلَّ مساءٍ وكلَّ نهار وكلّ
يوم .
والظروف المبنية المختصة
بالمكان هي :
حيثُ وهُنا وثَمَّ وأيْنَ
ومنها
ما قُطِع من الإضافةِ لفظاً من أسماءِ الجهاتِ الستّ :
أمامُ وقدامُ وخلفُ وفوق وتحت ويسار ويمين.
والظروفُ المبنيةُ المشتركةُ بين الزمانِ
والمكانِ هي :
أنّى ولدى ولدُنْ ومنها قبلُ وبعدُ
في بعضِ الأحوالِ.
الظروفُ المبْنيّةُ وأحكامُها :
1- قَطُّ :
ظرفٌ للماضي على سبيل الاستغراقِ ، يستغرقُ جميع الزّمن الماضي ،
وهو مُشْتَقٌ من قَطَّ أي قَطَعَ ، إذ معنى ما فعلته قطُّ : ما
فعلته فيما انقطع من عمري . ويؤتى به بعدَ النفيّ أو
الاستفهام لنفي جميع أجزاء الماضي أو الاستفهام عنها .
ومن الخطأ أن يُقالَ: لا أَفعَلُهُ قَطُّ ، لأن الفعلَ دالٌ
على المستقبل ، وقَطُّ ظرفٌ للماضي .
نقول :
لم يستسلمْ المواطنُ لمعتدٍ قَطُّ ، ولم يتوقفْ عن الذّوْدِ عن
حقِهِ .
2- عُوضْ :
والمشهورُ عند النحاة بناءُ (عُوضُ ) على الضّم ، ويجوزُ فيه
البناءُ والكسرُ . أما إذا أضيفتَ فهو مُعْرَبٌ منصوبٌ
في مثل :
لا أفعلُ السوءَ عوضُ الدّهْرِ .
ويُستعمل
(عُوضُ) بَعْدَ النفي أو الاستفهام للدلالةِ على نفي جميعِ
أجزاءِ المستقبلِ أو الاستفهامِ عن جميع ِ أجزائِهِ .
فإذا قُلْتَ : لا أفعلُ هذا الأمرَ عُوَضُ ، كان المعنى لا
أفعله في زمنٍ من الأزمنة القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق