أبي العلاء المعري
إنّ الإلمام بسيرة الأديب والفيلسوف "أبي العلاء المعرّي" ليس أمرًا سهلًا،لِكَونها قد اكتنفها العديد من الأخبار المغلوطة، وأخرى تحتاج إلى تحقيق وتمحيص، عدا عن التُّهم الموجهة إليه، والأقوال المنحولة عليه؛ فلأجل ذلك كانت هذه السيرة الشاملة والموجزة في آنٍ واحد، والّتي تراعي التوثيق والتحقيق.
إنّ الإلمام بسيرة الأديب والفيلسوف "أبي العلاء المعرّي" ليس أمرًا سهلًا،لِكَونها قد اكتنفها العديد من الأخبار المغلوطة، وأخرى تحتاج إلى تحقيق وتمحيص، عدا عن التُّهم الموجهة إليه، والأقوال المنحولة عليه؛ فلأجل ذلك كانت هذه السيرة الشاملة والموجزة في آنٍ واحد، والّتي تراعي التوثيق والتحقيق.
اسمه ونسبه:
هُوَ أَحْمَدُ بنُ عبداللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بن مُطَهِّرِ بن زِيَادِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ أَنْوَرَ بنِ أَرْقَمَ بنِ أَسْحَمَ بنِ النُّعْمَانِ -وَيُلَقَّبُ بِالسَّاطِعِ لِجَمَالِهِ- ابْنِ عَدِيِّ بنِ عبدغَطَفَانَ بنِ عَمْرِو بنِ برِيحِ بنِ جَذِيْمَةَ بنِ تَيْمِ اللهِ -الَّذِي هُوَ مُجْتَمعُ تَنُوخ- بنِ أَسَدِ بنِ وَبْرَةَ بنِ تَغْلِبَ بنِ حُلْوَانَ بنِ عِمْرَانَ بنِ الحَافِ بنِ قُضَاعَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ مَالِكِ بنِحِمْيَرِ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ بنِ عَامِرٍ -وَهُوَ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ- القَحْطَانِيُّ، ثُمَّالتَّنُوْخِيُّ، المَعَرِّيُّ. وكنيته: أبو العلاء.
ولادته:
كانت ولادته يوم الجمعة عند مغيب الشمس لثلاثٍ بقين من شهر ربيع الأول عام ثلاث وستين وثلاثمئة للهجرة، بِمَعرّة النعمان، شمال غرب بلاد الشام.
نشأته:
نشأ وترعرع وطلب العلم في مسقط رأسه، وكان من بيت علم كبير وفضلٍ ورياسة، له جماعة من أقاربه قضاة وعلماء وشعراء.
أصابه الجدري في أول نشأته في السنة الثالثة أو الرابعة من عمره، وعلى إثره عميت عيناه، فكان يقول: لا أذكر من الألوان سوى الأحمر، لأنه أُلبِسَ حين أُصيب بالجدري ثوبًا مصنوعًا بالعصفر.
سماته الشخصية:
تميزت شخصية أبي العلاء المعري بعدة سمات، وقد ساهم في بناء هذه السمات وإبرازها عدةُ عوامل، منها عامل البيئة والعصر، ومنها إصابته بالعمى، وفقده لوالديه، فكان من أبرز ما فيه من السمات الشخصية():ذكاؤه و حياؤه وجراءته و طموحه وتعففه وعزّة نفسه و تواضعه و عزلته وزهده
أعماله وآثاره:
لقد كان المعري كثير التصنيف، وقد ساعده على ذلك تفرغه للعلم وعزلته عن الناس، فكانت أعمال المعري كثيرة وغنية ومتنوعة الفنون، فصنف في الشعر والنثر الفني، وفي اللغة والنحو والعروض، وفي الحديث والقراءات القرآنية، وفي الحكمة والوعظ؛ ولكن الدهر لم يبقِ لنا منها إلا القليل، وغالب الظن أن المتبقي منها هو الذي كان خارج المعرة وحلب، لأنها قد شملها الاحتلال الصليبي وقضى على
ألقابه:
أَطلقَ أبو العلاء على نفسه لقب: (رهين المحبسين)، وذلك بعد عودته من بغداد واعتزاله، وقصدَ بذلك حبس نفسه في بيته، وحبس نظره بسبب العمى.
وفاته:
مات أبو العلاء المعري -رحمه الله تعالى- في يوم الجمعة لِلَيلتَين خلَتا -وقيل ثلاث وقيل ثلاث عشرة- من شهر ربيع الأوّل من سنة تسع وأربعين وأربعمئة، ورُوي أنه لما أحسّ بدنوّ أجله أوصَى أن يُكتب على قبره: (ما جناه أبي عليَّ، وما جنيتُ على أحد)().
"وكان مرض موته ثلاثة أيام، ومات في اليوم الرابع، ولم يكن عنده غير بني عمه فقال لهم في اليوم الثالث: اكتبوا عني، فتناولوا الدوي والأقلام، فأملى عليهم غير الصواب، فقال القاضي أبو محمد عبدالله التنوخي: أحسن الله عزاءكم في الشيخ فإنه ميت؛ فمات ثاني يوم. ولما توفي رثاه تلميذه أبو الحسن علي بن همام بقوله:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق